الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

زواج المحارم عند النمل... ماذا كانت النتيجة؟

زواج المحارم عند النمل... ماذا كانت النتيجة؟

دائماً نتعلم من عالم النمل، ذلك العالم المليء بالأسرار، وكيف أن زواج المحارم عند هذا النوع من أنواع النمل جعلته عنيفاً وأكثر شراسة مما يهدد اقتصاد بعض الدول اليوم، لنقرأ........

كشفت دراسة جديدة عن انتشار نوع جديد من النمل في أوربا يهدد ليس فقط النمل المستوطن بل أيضا بخسائر اقتصادية كبيرة، مشيرة إلى وجود نوع من النظام الاجتماعي الذي يمكن هذا النوع من النمل من التكاثر بسرعة مثل الزواج من الأقارب.

أشار علماء ألمان في دراسة جديدة إلى انتشار فصيلة جديدة من النمل بشكل واسع وسريع في أوروبا. وأكدت البروفيسور سيلفيا كريمر، من جامعة ريجنسبورج الألمانية في بحث تنشره مجلة "بلوس ون" الأمريكية مخاوف الباحثين من أن يهاجم هذا النوع من النمل الكثير من الحدائق والمنتزهات في ألمانيا وبريطانيا والدول الاسكندنافية ويتسبب بأضرار مادية وبيئية واسعة هناك.
وقامت الباحثة كريمر بالتعاون مع زملائها في كشف أسباب نجاح هذا النمل في التكيف مع بيئات جديدة مما ساعدها على الانتشار في مناطق جديدة. وكان أول اكتشاف لهذا النوع من النمل الذي يطلق عليه المتخصصون اسم "لاسيوس نيجليكتوس" في المجر عام 1990، والذي زحف إلى العديد من البلدان الأخرى ووصل على سبيل المثال إلى باريس و وارسو وأكثر من مئة مكان في بلاد أوروبية أخرى.
وعثر على هذا النمل لأول مرة في ألمانيا قبل سبع سنوات وكان ذلك في مدينة يينا شرق ألمانيا. وأشار الباحثون إلى أن انتشار هذا النوع من النمل العملاق تم على سبيل المثال عن طريق تبادل الأشجار في المعارض الخاصة بالحدائق.
وأشارت كريمر إلى أن هذا النمل يفضل العيش في الحدائق وأنه سرعان ما يطرد أنواع النمل الأخرى منها، كما ذكرت أنه يزيح أيضا الحشرات الأخرى الأصغر، مثل العناكب، من المناطق التي يزحف إليها. وقالت إن فصيلة نمل "لاسيوس نيجليكتوس" تشبه النمل الأسود ولكن حجم النمل العامل أكبر عشرة إلى مئة مرة من هذا النمل الأسود.
وتشير بعض التقديرات إلى أن الخسائر التي تسبب فيها النمل الأحمر في الولايات المتحدة على سبيل المثال تقدر سنويا بنحو 600 مليون يورو بعد أن كان هذا النمل لا يعرف إلا في المناطق الحارة فقط. وترى كريمر أن ظهور نمل "لاسيوس نيجليكتوس" في وسط أوروبا وجنوبها غير طبيعي، معربة عن اعتقادها أن نجاح هذا النمل في الانتشار في أوروبا يعتمد بشكل أساسي على تركيبتها الاجتماعية، مضيفة  في هذا السياق قائلة إن هذا النمل لايضطر للخروج إلى منطقة غير منطقته للتزاوج بل يقوم بهذه العملية في أعشاشه في حين أن النمل المستوطن يتزاوج مع نمل قرى أخرى، وهذا النمل الجرار يقوم بما يمكن أن نسميه "زواج المحارم" مما يمكنها من إنتاج الكثير من الملكات الجديدة دون الاعتماد على الآخرين، حسب تعبير الباحثة الألمانية.
كما أشارت الباحثة الألمانية إلى أن هناك سببا آخر وراء انتشار هذا النمل، وهي أن قوافله لا تشتبك مع قرى النمل المجاورة في صراع حول الغذاء بل ربما تعاونت مع بعضها في جلب الغذاء، فإذا عثرت نملة من النمل المستوطن على غذاء فإنها تستدعي المساعدة من عشها وربما تم ذلك عبر طرق طويلة جدا أما هذا النمل الجرار فيستطيع الاستعانة بنمل أقرب عش "لذا فهي ناجحة للغاية".
كما اكتشف الباحثون أن هذا النمل الجديد يعيش بكثافة أكبر بكثير من النمل العادي في حيز ضيق. وقالت كريمر:"ربما رأينا ثلاث أو أربع أو خمس نملات يهرعن جيئة وذهابا على جذع إحدى الأشجار ولكن هذا النمل الجرار يحتشد في ممرات واسعة للنمل ويستطيع الشخص العادي تمييز هذا النوع الجديد عن طريق هذه الممرات التي قد يصل عرض الواحد منها إلى عشرة أو عشرين سنتيمترا".
 
 من خلال هذه الدراسة يمكن أن نستنبط عدة أمور وفوائد، فعالم النمل عالم غريب بالفعل، وهو يشبه عالم البشر، ففي البشر من يرتكب المحرمات وكذلك في عالم النمل من يفعل ذلك، ولذلك قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
كذلك هناك فائدة أخرى، وهي وجهة نظر أقدمها لإخوتي القراء، فالعلماء يؤكدون أن هذا النمل شرس وعنيف ويغزو المدن والحدائق ولا يعرف الرحمة فيسحق الكائنات التي هي أضعف منه، وينتشر بين أفراده زواج المحارم، وكأن هذه العادة كانت سبباً في تكاثر النمل بسرعة وقلة الرحمة عنده، وزيادة العنف والتدمير، وربما ندرك لماذا حرَّم الله زواج الأقارب، فقد تكون الحكمة لمنع الانتشار السريع للبشر، وظهور نسل مدمّر لا يعرف الرحمة، فكانت رحمة الله بنا أوسع من علمنا. فقد حرم علينا زواج الأقارب ولكنه وضع لنا مثالاً من عالم النمل نراه بأعيننا ونرى النتائج المترتبة على زواج المحارم، لندرك أن الله يريد لنا الخير، وهذه وجهة نظر يمكن أن تفسر لنا سر شراسة هذا النوع من النمل.
يقول تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 26-28].
ملاحظة على انتقاد
يجب التنبيه على بعض المسائل التي قد تلتبس على أحبتي القراء، فقد يستغرب البعض أن يكون في عالم النمل مثل هذا العنف أو الزواج المحرم أو الفوضى، ولكن الله تعالى أكَّد لنا أن هذه الحشرات التي تدبّ على الأرض هي أمم أمثالنا فقال: (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) وهذا يعني أن عالم النمل فيه السيء والحسن مثل البشر، وفيه الصدق والخداع مثل البشر، وهناك أبحاث تؤكد أن الحسد موجود في عالم النمل، والغش والخداع موجود أيضاً عند كثير من الحيوانات، مثل المجتمعات الإنسانية، وهذا يدل على صدق كلام الحق تبارك وتعالى.
وقد وردني انتقاد من قبل على مقالة الكذب عند الطيور وقد ظن القارئ أن الطيور بريئة لا تكذب، مع العلم أن الله أخبرنا بأنها أمم أمثالنا، وقلت وقتها إن الله تعالى أخبرنا عن ظاهرة الكذب عند الطيور قبل اكتشافها علمياً بألف وأربع مئة عام، وذلك على لسان سيدنا سليمان عندما خاطب طير الهدهد فقال له: (قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [النمل: 27].
أما ظاهرة الفساد عند الحيوانات والحشرات فهي معروفة لدى العلماء ولا غرابة في ذلك، فالعنكبوت تأكل أبناءها، والخنازير تنعدم الغيرة بينها، والديناصورات سفكت الدماء وأفسدت في الأرض فأهلكها الله بنيزك عملاق ضرب الأرض فأدى إلى انقراضها (قبل 65 مليون سنة)، وهذا كله يدل على أن الشر موجود لدى كل الكائنات، وسوف يحاسبها الله كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما يقضي الله بينها يوم القيامة.
والذي يتأمل القرآن لا يجد آية تشير إلى أن النمل بريء في كل شيء أو صادق أو لا يعرف الكذب والغش والفساد، بل الآية الكريمة (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) تشمل كل صفات البشر من صلاح وفساد وكذب وصدق وغير ذلك، بل إن هذه الآية نزلت في زمن لم يكن أحد يعرف شيئاً عن عالم النمل أو الحشرات أو الحيوان، والأبحاث العلمية يوماً بعد يوم، تكشف عن أوجه جديدة للتماثل بين البشر والحيوانات.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

السقف المحفوظ : صورة تذكرنا بنعمة الله علينا



 نرى في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين ويحيط به مجال مغنطيسي قوي جداً وهذا المجال كما نرىيصد الجسيمات التي تطلقها الشمس وتسمى الرياح الشمسية القاتلة، ولولا وجود هذا المجال لاختفت الحياة على ظهر  الأرض، ولذلك قال سبحانه وتعالى :   
( ( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)[الأنبياء: 32]. فهل نشكر لله تعالى هذه النعمة العظيمة؟!

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

انهار مصر القديمة: معجزة جديدة للقرآن


لنتأمل هذا الاكتشاف الجديد حول مصر القديمة وما تحويه من أنهار وزروع وكيف تحدث القرآن بدقة تامة عن ذلك....
أثبت العلماء حديثاً أن الأماكن الأثرية حيث توجد الأهرامات في مصر، كانت ذات يوم مليئة بالأنهار والغابات. وهذه الحقيقة العلمية لم يتم التأكد منها إلا في منتصف عام 2012 في دراسة علمية استغرقت عدة سنوات. ولكن المذهل أن القرآن تحدث بدقة تامة عن هذه الحقيقة قبل أكثر من 1400 سنة، فسبحان الله!
اعتقادات العلماء حول مصر القديمة
اعتقد العلماء سابقاً أن الفراعنة شيدوا الأهرامات في مناطق صحراوية كما يشاهدونها اليوم. ولكن تبين أن هذا الاعتقاد خاطئ. فقد بحث العلماء طويلاً عن أسرار الفراعنة وأسرار بناء الأهرامات، واطلعوا على كثير من الرقم والآثار المكتوبة. ولكن لم يعثروا على دليل علمي يظهر نوعية البيئة التي كانت سائدة في ذلك الزمن.
المعروف أن الفراعنة بنوا حضارتهم قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، وكان لديهم قوة هائلة وتقنيات متطورة ودرسوا علوم الكيمياء والتحنيط وفن البناء وعلم الفلك، وتبين الدراسات التاريخية أن الناس في ذلك الزمن كانوا يعيشون في رفاهية ونعيم وبيئة مناسبة للتطور والازدهار.
 
هذه بيئة الأهرامات الصحراوية كما نراها اليوم. إن الذي يتأمل هذه المنطقة يتوقع أنها كانت هكذا منذ آلاف السنين، ولا أحد يتوقع أن هذه الرمال تخفي تختها أنهاراً ومياه تدفقت لآلاف السنين ثم اختفت بفعل التغير المناخي الذي يضرب مختلف مناطق الكرة الأرضية كل عدة آلاف من السنوات.
دراسات تاريخية وعلمية جديدة
يقول باحثون: إننا وللمرة الأولى نكتشف أن تغير المناخ هو سبب رئيسي في انهيار الحضارات مثل حضارة الفراعنة في مصر القديمة قبل 4000 سنة (حسب الديلي ميل 29 -5- 2012). وقام البروفسور Liviu Giosanبدراسة معمقة لخمس سنوات مع فريق من الباحثين، وباستخدام بيانات القمر الصناعي حيث وجد فيها أن غزارة الأنهار ساهمت في تشكل هذه الحضارات القديمة، وبسبب زوال هذه الأنهار زالت الحضارات واختفت تدريجياً عبر آلاف السنين.
يربط العلماء في هذه الدراسة بين ازدهار الحضارة وغزارة الأنهار المتدفقة في منطقة ما. فالصحراء العربية مثلاً والتي تمتد من مصر إلى ليبيا والجزائر لآلاف الكيلومترات كانت ذات يوم مزدهرة والأنهار تتدفق فيها.
 
يقول البروفسور Michael Petraglia من جامعة أكسفورد: هذه الرمال تخفي تحتها شبكة هائلة من الأنهار التي كانت ذات يوم تغذي الحضارة المصرية، والتي مكنت الفراعنة من إقامة مملكة عظيمة وذلك قبل خمسة آلاف سنة تقريباً.
وفي دراسة جديدة (حسب جريدة ديلي ميل العدد 17-8- 2012) حيث قام باحثون بتحليل مستويات الفحم وغبار الطلع الذي يعود لسبعة آلاف سنة فوجدوا أن تغير المناخ وجفاف الأنهار أدى لانهيار الحضارة المصرية القديمة.
فقد أظهرت وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS أن الذين بنوا الأهرامات وعلى الرغم من قوتهم وقوة حضارتهم إلا أن المناخ كان أقوى منهم فلم يتمكنوا من الصمود أمام تغير المناخ. فقد لاحظ الباحثون زيادة مستويات الفحم في زمن الجفاف بفعل النيران. ووجدوا كميات أقل من غبار الطلع مما يدل على اختفاء النباتات من تلك المنطقة.
 
تخبرنا الدراسات العلمية الجديدة أن الفراعنة نحتوا هذه التماثيل في أرض مليئة بالحياة والماء والأشجار، ولكن عوامل الجفاف وتغير المناخ سبب نزوح السكان وتصحّر هذه المنطقة واختفاء معظم أشكال الحياة منها!
البروفسور Benjamin Horton من جامعة بنسلفانيا يؤكد أن الأحداث التي مرت بها مصر القديمة من ازدهار للحضارة وتغير للمناخ واختفاء الأنهار وزوال هذه الحضارة، هذه الأحداث مسجلة بدقة على ذرات الفحم وعلى حبوب الطلع ومخلوقات مجهرية أخرى، ولولا ذلك لم نتمكن من رؤية الماضي ومعرفة هذه الأحداث.
وسبحان الذي حفظ لنا هذه المعلومات على ذرات الفحم وذرات غبار الطلع، ولولا ذلك لم نتمكن من معرفة تاريخ هذه المنطقة، ولكن الذي أودع هذه المعلومات في ذرات الفحم هو الذي أخبر عنها في كتابه الكريم!
 
صورة بالأقمار الاصطناعية تظهر كيف انقرضت الحياة البشرية من معظم أنحاء مصر وانحصرت الحياة فقط في منطقة نهر النيل (الشريط الأخضر). ويؤكد العلماء أن هذه المنطقة الصحراوية كانت ذات يوم خضراء مزدهرة ومليئة بالبحيرات والأنهار والنباتات وكانت الينابيع تتدفق في كل مكان.
إشارة قرآنية رائعة
والآن وبعدما اطلعنا على هذه الدراسات العلمية التي عرضت للمرة الأولى عام 2012 دعونا نتأمل كتاب الله تعالى وسنة نبيه الأعظم، وكيف تناول القرآن هذه الحقيقة العلمية قبل أربعة عشر قرناً، وهل يتطابق العلم مع القرآن؟ لنقرأ:
1- لقد أخبر القرآن في عدة مواضع بقصة فرعون والنعيم الذي كان يتمتع به والخيرات التي أعطاها الله له، ولكنه تكبر وكفر فأهلكه الله وأغرقه بذنوبه. يقول تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]. والمعجزة تكمن في قوله: (وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي) إشارة إلى وجود أنهار في مصر القديمة وهو ما لم يكن معلوماً زمن نزول القرآن الكريم.
العلماء يؤكدون أن مصر القديمة زمن الفراعنة كانت مليئة بالمزارع والنباتات وأشجار الفاكهة، واستدلوا على ذلك من خلال الكميات الكبيرة والمتنوعة من غبار الطلع، والتي عثروا عليها مخبأة في رمال الصحراء لمدة سبعة آلاف عام!
وهذه الحقيقة العلمية أشار إليها القرآن أيضاً في قصة فرعون وكيف أخرجه الله من النعيم الذي كان يتمتع به، يقول تعالى: (فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) [الشعراء: 57-58]. ولو تأملنا قوله تعالى: (جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) نجد فيه إشارة واضحة جداً لوجود البساتين والينابيع وهو ما أثبته العلماء اليوم.
2- الدراسة الجديدة تؤكد أن الصحراء العربية في شمال أفريقيا ليست الوحيدة التي ازدهرت فيها حضارات بفعل الأنهار والغابات والمروج، إنما هناك منطقة في صحراء الربع الخالي في شبه جزيرة العرب كانت تتمتع بشبكة من الأنهار والحضارات دفنتها رمال الصحراء!
 
صورة حديثة بالأقمار الاصطناعية لمنطقة الربع الخالي في الجزيرة العربية، تظهر وجود بحيرة كبيرة ومجموعة من الأنهار دفنتها الرمال قبل آلاف السنين. ويحاول العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا التنبؤ بمستقبل هذه المنطقة وتؤكد الدراسات العلمية أنها ستعود كما كانت أنهاراً ومروجاً خلال السنوات القادمة.
لدينا حديث عجيب يمثل معجزة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يؤكد فيه أن منطقة صحراء الجزيرة العربية كانت مليئة بالأنهار والمروج يقول فيه: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم]. والأبحاث العلمية تقول إن دورة المناخ تنتقل من منطقة لأخرى، وبعد مدة محددة سوف تهطل كميات كبيرة من الأمطار في منطقة الربع الخالي مما يؤدي لعودة الأنهار والنباتات كما كانت قبل خمسة آلاف سنة!
3- يقول العلماء من أهم الأحداث التي أثرت على مصر القديمة هو الجفاف الذي ضرب مصر قبل 4200 سنة، وأدى لمجاعات ولعب دوراً في نهاية مملكة مصر القديمة. فقد بدأت موجات الجفاف بالهيمنة على المشهد المصري القديم بشكل متتابع حتى أنهكت البشر، وربما تكون بداية هذه الموجات قبل 4200 سنة تقريباً.
وهنا نتذكر سورة يوسف والمجاعة التي تنبأ بها سيدنا يوسف عليه السلام من خلال تفسيره لمنام الملك. يقول تعالى: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ) [يوسف: 48]. والسؤال: كيف علم النبي الكريم بهذه المجاعة قبل آلاف السنين وتحدث عنها لو لم يكن رسولاً من عند الله؟؟
 
قام البروفسور Benjamin P. Horton بالمسح الجيولوجي في منطقة الأهرامات وأبو الهول ووجد أن هذه الصحراء التي تقبع فيها هذه الآثار القديمة كانت في يوم من الأيام تعج بالحياة والأنهار والغابات والزروع ومختلف أصناف الفواكه. وسبحان الله، لقد أخبرنا عن هذه الحقيقة العلمية... يقول تعالى في قصة هلاك فرعون: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ) [الدخان: 25-26]. هذا النص يتحدث عن زروع وأنهار وفاكهة، فمن الذي أخبر النبي الكريم بذلك؟
وأخيراً دعونا نتساءل:
كيف علم النبي الأعظم أن فرعون كان يعيش في بيئة غير صحراوية، مع العلم أن بيئة النبي كانت صحراوية في شبه الجزيرة العربية، حتى البيئة في منطقة الأهرامات كانت صحراوية زمن نزول القرآن. فكيف علم أن هذه المنطقة كانت مليئة بالأنهار؟
إن هذه الآيات لتشهد على إعجاز القرآن في هذا العصر، وفيها ردّ علمي على كل من يدعي أن القرآن كتاب أساطير ... ثم إن السؤال: ما الذي يدعو النبي الأعظم للدخول في هذه القضايا العلمية المعقدة؟ وهو أصلاً ليس بحاجة للحديث عنها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله تعالى هو من أودع في كتابه هذه الحقائق لتكون دليلاً مادياً ملموساً على صدق رسالة الإسلام!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

الخميس، 25 أكتوبر 2012

المشي في الأسواق >

المشي في الأسواق

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الأسواق؟ وهل من فائدة لذلك، ولماذا انتقده المشركون....

تؤكد دراسة جديدة أن المشي بهدف التسوق له فوائد صحية حيث أجريت الدراسة على عدد من الناس وكانت النتيجة أن الذي لا يذهب إلى الأسواق إلا نادراً يكون أقل صحة من الناحية النفسية والجسدية، فالتسوق والمشي والاندماج مع الناس والتعامل معهم يمنح الإنسان حالة نفسية أفضل.
وسبحان الله! لقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يمشي في الأسواق على الرغم من انتقاد الكفار له، حيث كان الاعتقاد السائد أن المشي في الأسواق هو من شأن الفقراء فقط! أما الأغنياء والملوك فلم يكونوا يمارسون هذه العادة من قبيل التكبر والتعالي على الناس. فأراد النبي الأعظم أن يثبت للناس جميعاً أنه بشر مثلنا وأنه لا يفعل شيئاً إلا ويثبت العلم فوائده يوماً بعد يوم.
 
يقول تعالى: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا) [الفرقان: 7]. والنبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يؤكد لنا أن المشي في الأسواق هو أمر طبيعي تماماً وكان يمارسه ولا عيب في ذلك، بل هناك فائدة من ذلك، هذه الدراسة تثبت فوائد المشي في الأسواق وأثرها على الحالة النفسية... ولا نملك إلا أن نقول سبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012


   
يقول تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) لنتأمل هذه الآيات الكونية في السماء.......


الرؤية العلمية للكون

قرأت مقالة على مجلة العلوم الأمريكية تتحدث عن خاصية يتميز بها الكون، ألا وهي إرجاع الموجات التي بثها منذ بدايات خلقه، حيث تمكن العلماء من التقاط إشارات صادرة عن الكون قبل 13 بليون سنة، وسجلوها على أجهزتهم، تماماً مثل الصوت عندما يصطدم بحاجز ثم يعود فيتكون ما نسميه صدى الصوت.

فقد دلت الدراسات والتجارب على أن للكون بداية، وأثبت العلماء هذه الحقيقة الكونية بالبرهان المادي من القياسات الفلكية، وبالتالي أثبتوا بطلان النظريات المادية التي تدعي أن الكون موجود منذ الأزل. ويؤكد العلماء أن الكون يتوسع باستمرار، لأنه بدأ من كتلة واحدة ثم انفجرت هذه الكتلة وتبددت في هذا الكون وتحولت المادة إلى نجوم ومجرات وكواكب...

والآن يجري رصد تلك الموجات التي بثها الكون لحظة "ولادته" ولا زالت تتجول في الكون إلى يومنا هذا، وبالتالي هناك صدى لهذا الانفجار الذي حدث في بداية الكون لا يزال مستمراً إلى يومنا هذا، يرجع ويتكرر.



رسم يمثل تطور الكون من لحظة الولادة وحتى يومنا هذا، ونلاحظ أن الكون بدأ من نقطة ثم توسع وتشكلت المجرات خلال أكثر من 13 بليون عام، والأمواج التي بثها في بداية نشوئه لا تزال ترجع إلينا حتى الآن. المصدر: Scientific American

الرؤية القرآنية للكون

طبعاً الكون لا يمكن أن يبدأ بانفجار! لسبب بسيط وهو أن الانفجارات تكون عشوائية ومدمرة ولا يمكن أن تنتج أي نظام. وإذا ما تأملنا كل شيء من حولنا في هذا الكون الواسع فإننا نرى النظام يتجلى في كل شيء من الذرة إلى المجرة، ولذلك فإن العلماء الماديين يردون أي ظاهرة يرونها إلى الطبيعة، ولكننا نحن المسلمين نردها إلى الله تعالى!

ولذلك يقول تبارك وتعالى عن نفسه: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 101-103].

وهكذا فإن القرآن لم يذكر كلمة "انفجار" أبداً في بداية الكون، بل نجد القرآن يستخدم كلمة (رَتْقًا) للتعبير عن البداية الحقيقية للكون، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].



الانفجارات لا يمكن أن تبني أو تنتج أي نظام، بل تنتج الفوضى والدمار، ولذلك فإن علماء الغرب يخطئون كثيراً باستخدامهم مصطلح الانفجار الكبير، لأنه لا وجود للفوضى في الكون، فكيف تكون بداية الكون انفجاراً؟ ولذلك عبر القرآن عن بداية الكون بالرتق، فتأمل هذه الكلمة التي تشير إلى النسيج كم فيها من نظام وإحكام!

وهذا ما وجده العلماء أو وجدوا إشارات له، حيث قاموا برسم صورة مصغرة للكون باستخدام الكمبيوتر العملاق، وكانت النتيجة أن المادة تتوزع في الكون على شكل "نسيج كثيف" تم حبك خيوطه بإحكام. وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7].



هذا هو شكل كوننا الذي نعيش فيه كما يظهر قبل بلايين السنين، المادة تتوزع على خيوط تشبه النسيج، وتتباعد باستمرار عن بعضها، ويحدث التوسع باستمرار. المصدر: Max Plank Lab.

ثم بدأ هذا النسيج الكثيف بالانفتاق وتباعدت خيوطه عن بعضها، ولا زال هذا التباعد حتى اليوم. وبالتالي فإن الكون يتسع باستمرار وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47].

والمهم في بحثنا هو أن الله تعالى قد حدثنا عن خاصية جديدة للكون وهي خاصية إرجاع الموجات الجذبية على شكل صدى رصده العلماء أخيراً، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ) [الطارق: 11]. أي أنها تُرجع لنا الأحداث التي مرت بها في الزمن الماضي وكأننا نراها!

وهنا أتساءل لماذا خلق الله هذه الخصائص وحدثنا عنها في كتابه؟ هل لمجرد حب الاطلاع والمعرفة أم أن هناك هدفاً آخر؟ إننا لو تأملنا الآيات السابقة نلاحظ أنها موجهة لأولئك المشككين بالقرآن: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا)، والهدف منها إثبات أن القرآن، كلام الله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [الطارق: 13]. فكم أتمنى أن نصل إلى عقول هؤلاء العلماء ونطلعهم على هذه الحقائق الكونية، وإنني على ثقة بأنهم سيغيرون نظرتهم إلى الإسلام بل ربما سيكونون من أشد المدافعين عن الإسلام!

نسأل الله تعالى أن يجعلنا هداةً مهديّين بإذنه، اللهم إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

السعادة الحقيقية

- السعادة الحقيقية

إن التعاليم الإيجابية التي يتلقاها الإنسان ويمارسها لها أثر كبير على سعادته وطول عمره أكثر من تأثير الدواء والعناية الطبية! ولذلك فإن القرآن مليء بالتعاليم الإيجابية وهذا يذكرني بقصة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه، فلم ييأس من رحمة الله، وانظروا كيف خاطب أبناءه: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. إنها آية مفعمة بالرحمة، ومليئة بالتفاؤل وعدم اليأس، انظروا كيف اعتبر القرآن أن اليأس هو كفر بالله تعالى!! لماذا؟ ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم في الإسلام، وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا!

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

حقيقة نفسية من الكتاب والسنة:: الأمل

3- الأمل

وجد علماء النفس أن التفكير الإيجابي أهم وأكثر فاعلية في علاج الأمراض من العلاج الطبي! بل إن أطباء الدنيا فشلوا في منح الأمل أو السعادة لإنسان أشرف على الموت، ولكن تعاليم القرآن تمنحنا هذه السعادة مهما كانت الظروف. وانظروا معي إلى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت، ماذا فعل؟ هل حزن؟ هل كان يائساً؟ هل كان قلقاً أو مكتئباً أو خائفاً؟ أبداً. لقد قالت ابنته فاطمة رضي الله عنها: (واكرباه) فقال لها (لا كرب على أبيك بعد اليوم)!! انظروا إلى هذا التفاؤل، النبي لحظة الموت كان سعيداً وفرحاً بلقاء ربه، فماذا عنا نحن المؤمنين، هل نقتدي بهذا الرسول الرحيم؟